في ذكرى ميلاده..
"الجنرال" محمود الجوهري.. المحمول على الأعناق حيا وميتا
“محمود نصير يوسف الجوهري” مواليد يوم 20 فبراير عام 1938.. "جنرال" الكرة المصرية، الذي أدى واجبه الوطني تارة كمقدم جيش في حرب أكتوبر، وأخرى كلاعب كرة حاصدًا بطولتي أمم أفريقيا، وثالثة كمدير فني قاد منتخبنا الوطني إلى آخر مونديال شاركت مصر فيه بإيطاليا عام 1990.
لاعب فذ
بدأ الجوهري حياته الكروية لاعبًا بالنادي الأهلي المصري ومنتخب مصر خلال الفترة من 1955م حتى 1966م، التي حقق فيها ٦ ألقاب دوري عام، و٣ كأس مصر، وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة فضلا عن بطولتي، قبل أن يعتزل بسب إصابة في الرباط الصليبي ألمت به، محولا مساره إلى مجال التدريب.
فاقت مسيرة الجوهري التدريبية نجاحه كلاعب، فذاع صيته في مصر وخارجها، باعتباره أحد أفضل المدربين في تاريخ الكرة المصرية.
مدرب أسطوري
بدأ الجوهري مشواره التدريبي مع القلعة الحمراء، وفاز بلقب دوري أبطال أفريقيا لعام ١٩٨٢، لتكون أول بطولة أفريقية يفوز بها الأهلي في تاريخه.
تقدم الراحل محمود الجوهري باستقالته من قيادة الأهلي عام 1985 قبل 10 أيام فقط من مباراة أمام الزمالك لخلافه مع صالح سليم، ومعارضته تعيين حسن حمدي في منصب مدير الكرة بالنادي.
لم يعبأ "سليم" بالأمر، وقبل الاستقالة رغم تضامن 16 لاعبًا بالفريق مع "الجوهري"، مقررًا معاقبتهم بالإيقاف لمدة شهر، وخوض مباراة القمة بالشاب، الذين استطاعوا الفوز 3-2.
وأصدر مجلس إدارة الأهلي وقتها بيانًا، جاء فيه: "إن آخر ما كان يتوقعه مجلس إدارة النادي الأهلي أن يتقدم الكابتن محمود الجوهري باستقالته في هذا التوقيت الحساس والحرج وبهذه الصورة التي تتنافى مع قيم وتقاليد النادي الأهلي الذي نشأ بين أحضانه لاعبًا ومدربًا".
الإنجاز التاريخي
تولى الجوهري قيادة منتخبنا الوطني، ليحقق إنجازًا بالوصول إلى مونديال إيطاليا ١٩٩٠، الذي ظهر فيه منتخبنا بأداء مشرف، حيث تعادلنا ١-١مع هولندا، في المباراة التي شهدت هدف مجدي عبد الغني الشهير، وتعادلنا سلبيًا مع أيرلندا، بينما كانت الهزيمة بهدف نظيف من انجلترا.
كما فاز الجوهري ببطولة الأمم الأفريقية عام ١٩٩٨، ليصبح أول من يفوز بها لاعبًا ومدربًا،، حيث فاز بالبطولة ذاتها عام ١٩٥٩، وكان هداف هذه النسخة، ناهيك عن قيادة منتخبنا لحصد ذهبية دورة الألعاب العربية، التي أقيمت في سوريا عام ١٩٩٢.
ويحسب للجوهري أنه أول مدرب يتولى قيادة الأهلي والزمالك، حيث استطاع مع الفارس الأبيض الفوز بدوري أبطال أفريقيا ١٩٩٣، وانتزع كأس السوبر الأفريقي من الأهلي بجوهانسبرج عام ١٩٩٤.
خارج مصر
تولي الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية منها الهلال السعودي واتحاد جدة، وتتلمذ علي يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولي تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996م.
وفي عام 2002م تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية، وقاد المنتخب الأول للوصول إلي نهائيات كأس الأمم الأسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية.
كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا، وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حين منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسس التطور ليس على مستوى المنتخب الأول فقط وأنما على مستوى المنتخبات السنية والأندية أيضاً.
العودة لأرض الوطن.. والمثوى الأخير
ما أن أنهى الجوهري مهمته في الأردن وقرر اعتزال التدريب عام٢٠٠٧، حتى اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري مديرًا فنيًا للاتحاد، ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية.
وفي عام ٢٠٠٩ عاد الجوهري إلى الأردن مجددًا مستشارًا للاتحاد الأردني لكرة القدم حتى وفاته في 3 سبتمبر 2012، ليودع الدنيا في مشهد مهيب، محمولًا على أكتاف أبنائه اللاعبين المصريين والأردنيين وكبار الشخصيات الرياضية ومحبيه من جماهير الكرة المصرية.